مفوض حقوق الإنسان يطالب بحل الدولتين: "حان وقت التحرك قبل فوات الأوان"

عشية انعقاد المؤتمر رفيع المستوى حول فلسطين في نيويورك، اليوم الاثنين، وجّه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي للتحرك الفوري والفعّال وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

حث تورك، في بيان يوم الأحد، الحكومات على اغتنام هذه الفرصة التاريخية لممارسة كل الضغوط الممكنة على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء "وجودها غير القانوني المستمر" في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحقيق تقدّم حقيقي نحو حل الدولتين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

مسؤولية أخلاقية وقانونية

في بيانه، شدد تورك على أن التقاعس عن استخدام النفوذ السياسي قد لا يكون مجرد موقف سلبي، بل قد يرقى إلى حدّ التواطؤ في ارتكاب جرائم دولية.

وقال إن إنهاء الوضع الكارثي في غزة بشكل دائم يجب أن يكون أولوية إنسانية وأخلاقية وقانونية أمام المجتمع الدولي.

يُعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أطول النزاعات وأكثرها تعقيدًا في العالم الحديث، حيث يمتد بجذوره إلى بدايات القرن العشرين ويتجدد في موجات من العنف والمعاناة الإنسانية، ويعيش ملايين الفلسطينيين في ظل احتلال عسكري مستمر وحصار خانق، في حين يعاني المدنيون من فقدان الأمان ونقص الغذاء والخدمات الأساسية، ورغم الجهود الدولية والمساعي السياسية، لا يزال السلام الدائم بعيد المنال، فيما تُلقي الأزمات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية بظلال ثقيلة على حياة السكان، ليبقى الحل العادل والشامل ضرورة أخلاقية وواقعية من أجل إنهاء دائرة الألم المتواصلة.

إحياء المسار السياسي نحو السلام

يشكّل المؤتمر رفيع المستوى حول فلسطين منصة مهمة لإعادة إحياء المسار السياسي نحو السلام، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة واستمرار الجمود في العملية السياسية منذ سنوات.

يؤكد القانون الدولي أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية يخالف قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، فيما يشير خبراء حقوق الإنسان إلى أن الوضع القائم يؤدي لانتهاكات واسعة النطاق تشمل حرمان ملايين الفلسطينيين من الحقوق الأساسية والأمن.

ويأتي هذا المؤتمر في وقت تواجه فيه غزة خطر المجاعة والانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الصحية، ما يضاعف الحاجة إلى خطوات ملموسة وليس مجرد بيانات سياسية.